مزرعة الحيوانات – تاليف جورج اورويل – تاليف محمد عيد العريمي
عن الرواية والروائي
الرواية ـ مزرعة الحيوان: فنتازيا على لسان حيوانات لمضامين اجتماعية وسياسية.. تحكي قصة تمرد حيوانات مضطهدة ومستغلة على صاحب مزرعة تعيش فيها، وإثر نجاح ثورتها تقرر الحيوانات تدبير أعمال المزرعة وإدارتها من دون الحاجة إلى التعامل مع الإنسان أو الاستعانة بخبراته.
ومن خلال سعيها لترسيخ مبادئ "الحيوانية" تتوصل الخنازير ـ أكثر حيوانات المزرعة ذكاءً ـ إلى صياغة سبع وصايا تتلخَّص في عدم التشبه بالإنسان ورفض سلوكياته ونبذ طرائق عيشه!
وفي ظل مجتمع تسوده العدالة والمساواة تنجح الحيوانات في تشغيل المزرعة على الرغم من العداوات والمؤامرات التي تحاك ضدها داخل المزرعة وخارجها، بيد أن زعيم الثورة ـ الخنزير نابولين ـ يغدر برفاقه بعد أن يتخلص من أقوى منافسيه في قيادة الثورة بتهمة الخيانة والتعاون مع الأعداء، ويستبدل أفكار الثورة ومبادئها تدريجيا بالكذب والغش والتضليل، ويغير شعار "كل الحيوانات سواسية" بآخر أصبح من الأقوال المأثورة بين سكان المزرعة "كل الحيوانات سواسية، لكن بعض الحيوانات أكثر سواسية من غيرها"، ويبدأ بمعاونة الخنازير وحماية الكلاب، الترفع عن بقية الحيوانات شبيهة بتلك التي كان يمارسها سابقا صاحب المزرعة ورجاله، كما أمرها بتعلم المشي على قوائمها الخلفية فقط وحمل الكرابيج بين أصابع أرجلها الأمامية.
وفي آخر المطاف تجتمع الخنازير بأصحاب المزارع المجاورة على وليمة لشرب الأنخاب احتفاء بإقامة علاقات على أسس متساوية بين مزرعة الحيوان ومزارع المنطقة، فيختلط الأمر على الحيوانات الأخرى التي كانت تراقب الحديث وتجول ببصرها بين وجوه المحتفلين داخل بيت المزرعة عاجزة عن التمييز بين الرجال والخنازير.
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
عن جورج أوويل
رسم جورج أورويل في روايته " مزرعة الحيوان " صورا رائعة لسلوكيات الحيوانات تجاه الثورة، والتي تباينت بين الكذب والصدق والأنانية والتضحية والتسلط والديمقراطية والتسيُّب والالتزام والغدر والإخلاص وجسَّد هذه المعاني ودوافعها بوضوح في شخصيات الرواية.
الكاتب جورج أورويل: ولد في الهند عام 1903، حيث عمل والده في قسم الخدمة المدنية. انتقلت أسرته إلى إنجلترا عام 1907 والتحق بكلية إيتون عام 1917، حيث كتب في عدة مجلات جامعية. غادر بريطانيا عام 1921 لينضم إلى سلك الشرطة الإمبراطورية الهندية في بورما، لكن سرعان ما استقال امتعاضا من سياسة ممثلي حكومته في الشرق كما تبين روايته الأولى "أيام بورمية" 1934.
عاد إلى بريطانيا بعد ذلك حيث عاش سنوات عدة فقيرا بين الصعاليك والمتشردين وسجل مشاهداته عن تلك التجربة في روايته "صعاليك في باريس ولندن"، ثم عمل مدرسا وكاتبا غير متفرغ لبعض الدوريات ولكنه ترك العمل بسبب سوء حالته الصحته. وفي نهاية عام 1936 ذهب إلى أسبانيا للقتال إلى جانب الجمهوريين ضد قوات الدكتاتور فرانكو فأصيب بجراح. يعتبر كثيرون روايته للحرب الأهلية الأسبانية "بيعة كاليدونيا" من أعظم إنجازاته الأدبية.
انظم خلال الحرب العالمية الثانية إلى صفوف الحرس الوطني إلى جانب عمله بقسم الخدمات الشرقية بهيئة الإذاعة البريطانية. أصيب بمرض السل وأمضى الفترة ما بين عام 1947 و 1950 يتردد على المستشفيات توفي عام 1950 عن عمر يناهز السادسة والأربعين وهو في أوج عطائه.
أثار أورويل الجدل حول كثير من كتاباته، ومع أنه لم يكن فيلسوفا أو منظرا سياسيا، إلا أنه دفع الناس إلى التفكير جدياً بالعقائد والقيم التي يدعو لها الآخرون دون الرضوخ إلى المعاناة الاجتماعية والاقتصادية. كان يؤمن بقدرة الإنسان على تصحيح مسار حياته والتغلب على المصاعب من خلال سلوك راديكالي جِذْرِيِّ سهل: أن يفكر ويمارس حق التفكير وحده ولا يدع الآخرين يفكرون نيابة عنه.
صدرت لأورويل كتب عدة، ولكن شهرته ذاعت بعد نشر رواية "مزرعة الحيوان" التي رفضت بعض دور النشر إصدارها في البداية، ونفد منها، خلال الأسابيع الأولى من توزيعها، مليون نسخة. وتعززت شهرته بعد صدور روايته "ألف وتسعمائة وأربع وثمانين" وهي نبوءته بمستقبل العالم سنة 1984 التي تقع فيها أحداث القصة، وحين ينقسم العالم إلى ثلاث قوى عظمى: أورشينيا وإريشا وإستاشيا التي تخوض حربا أزلية بعضها ضد البعض الآخر. وفي أورشينيا يحكم الحزب قبضته على الدولة من خلال أربع مصالح حكومية تتمتع بسلطة مطلقة: وزارة السلام التي تتولى شؤون الحرب ووزارة الحب "المقر الرئيسي لشرطة الفكر المرعبة" التي تضطلع ببسط الأمن وتطبيق النظام ووزارة الوفرة التي تعنى بتوزيع حصص المُؤَن ووزارة الحقيقة التي تتولي الدعاية ونشر الإشاعات. وتتعاون هذه الهيئات معا على فرض مراقبة دقيقة لكل حركة وكلمة وإشارة، أو رأي. وقد بطن أورويل روايته بإطار من السخرية والتهكم اللاذعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق